في كل دولة تجد من يُشيد في تصنيف مستشفيات القطاع الخاص،ولا يخفى عليكم حتى في المملكة العربيةالسعودية يبقى القطاع الصحي الخاص يُدعم من الكثير بالدعاية والإعلام في الحديث عن مهارة كوادره، مثل كادر ألاطباء وكادر التمريض ومستوى غرف التنويم ،كما أن هناك من يتحدث ويصف لك المستشفى من أصغر موظف يقوم بمسح الارضيات وتعقيمها إلى موظف الإستقبال الذي يشعرك بأنك تدخل فندق خمس نجوم ، ويلمع لك الطبيب الذي يستقبلك بكل أهتمام وكأنك مبتكر عُملة البتكوين، وهذا ماأكتبه يَشعرٌ به الجميع وبالذات في بلدي الحبيب المملكة العربية السعودية ورغم أن هناك سلبيات كثيرة في القطاع الخاص وبالذات بعد كثرة شركات التأمين الطبيه وتحول المريض إلى حلقة وصل بين المستشفى وبين شركة التأمين أو يعُتبر المريض الحال الذي من أجله كُتب العقد ،ولكن في نفس الوقت أغفلنا أعينُنَا عن ماتقدمه وزارة الصحة للمواطن والمقيم من خلال كوادرها الطبية وإمكانياتها الجبّارة ولذلك قررت أن أجعل مقالي الذي بين أيديكم مُحايد وأراجع نفسي شخصياً في كل انطباع كنت أشعُر به تجاه المستشفيات والمراكز الصحية في المملكة العربيةالسعودية وذلك بعد زيارتي لمستشفى العيون بمحافظة جدة حين ذهبت للكشف على نظر والدتي الحبيبة
وهنا كانت البداية من قسم السجلات والمواعيد حيث ذهبت أسأل الموظف هل يمكنني الحصول على رقم المريض الطبي ،ملاحظه لم أسأل ..فقط سورت في نفسي أن أسأل.. ووصلت عند الموظف وكان أمامي مراجع وماهي إلا دقائق حتى أجد من يسألني تفضل ياغالي كيف أقدر أخدمك ،بصراحه طريقته مميزة ومؤدبة وجميلة بعثت في نفسي راحة ، فقلت له سؤالي؟قال ممكن تعطيني رقم الهوية ،وللأسف رقم الهوية في الجوال ،قلت له انتظر قال خذ راحتك وجلس ينتظرني تقريبا خمس دقائق ، وأعطاني ورقة برقم المريض .. الله على التعامل المهذب ،بعد ذلك لم يتركني بل قام معي وأشار لي على قسم المواعيد ،وقال أذهب إلى أي شخص يخدمك ،وذهبت مذهول ، وكانت المفاجأة أن عند وصولي وجدت عدد على الكونتر وكأنني في مطار الملك عبدالعزيز ولكن الموظفين غير في التعامل الخدمات .. سألني أول موظف رأني قال تفضل بطريقة أفضل من القطاع الخاص بل أفضل بكثير ، طبعا أعطيتُه رقم الملف وذكرت له أن والدتي تشكوى من ضُعف في النظر وقد تكون تعاني من الموية البيضاءWhite water in the eye ونريد الكشف عليها ،قال أذهب إلى المُشرف الدكتور عبدالعزيز الشريف وهو من يقرر وقد يقبل أن يكشف عليها اليوم ، أو يعطيها موعد آخر.. وذهبت للطبيب وكان لديه مرضى ومشغول حقيقةً فتوقعت أن لا يقبل الكشف إلا بموعد.. ولكن نظر إلي وقال : تفضل كيف أقدر أخدمك؟ وذكرت له طلبي واذهلني رده وطريقته وأسلوبه وأدبه قال ابشر، فقط أنتظر وسوف أكشف على المريضة بنفسي شكرته قال أخدمكم بعيوني ..رغم انشغاله إلا أنه في طريقته وأسلوبه وابتسامته جعلني أراجع نفسي ،هل أنا في مستشفى خاص..بعد الكشف الدقيق والمعاملة الرائعة سألت الموظفين هل المستشفى تم تحويله إلى خاص ؟! سألت وكنت صادق في سؤالي هل مستشفى العيون يُدار من قبل شركة خاصة ؟ فتبسموا جميعا وسألوني لماذا؟ وهم يَرون في عيني تعجب ..فذكرت لهم أن ما وجدته في مستشفى العيون أذهلني كلما دخلت قسم بادروني بالسؤال؟ كيف نقدر نخدمك،وكأنني أحمل كرت وزير الصحة أو خطاب توصية من مدير الشؤون الصحية بجدة..أعذروني لو بأستطاعتي أن اغير مسمى مستشفى العيون الى أسم(كيف أقدر أخدمك)
عند سؤالي للموظفين كانت الإجابة بأنهم يعلمون يقيناً بأن ما يقوموا به من خدمات للمرضى يجعلهم في رضى تام من خلاله يشعرون بالسعادة وتزيد سعادتهم عندما يسمعون الدعاء لهم من المراجعين والمرضى هذا كل ما في الأمر
عجيب! أن تجد الرضى لموظفين يعملون من خلال الروتين اليومي, بصراحه مميزين وقليله في حقهم
وهنا إجد في حقيقة ردهم مازاد إعجابي بهم ! بل حتى كتابة هذا المقال لا يعلم أحد بأنني سوف أكتب ولا أحد يعرفني بشخصي وليس بينهم صديق يعرفني من قبل لكي أجد هذه،المعامله،بل لا أعرف أسماؤهم ولكن من باب أن نقول للمسىء أسأت وللمحسن أحسنت ..سوف أذكر هم من خلال مواقعهم اولاً: مكتب تنسيق العمليات والتنويم وكل من في هذا القسم يستحق الإشادة وخطاب شكر لكل موظف بصفته وشخصه
واذكر موظفي قسم الإستقبال والمواعيد وما ابهرني أن معاملتهم واحده وكأنهم مدربين تدريب عالي
،للأمانة كل من في هذا القسم يستحق كل موظف خطاب شكر وتقدير بصفته وشخصه
وبقي أن أذكر الجانب المهم
وماجعلني أكتب هذا المقال أيضاً الهدف الأساسي الذي فُتح من أجله المستشفى وهو الكشف الدقيق والنتائج المبهرة التي ظهرت لاأخفيكم سراً أحبتي فقد كشفت على والدتي في أربع مراكز صحية في القطاع الخاص لأطباء لهم أسماء لامعه ومعروفين وذهبت بها إلى ثلاث من أكبر المستشفيات الخاصة ولم أجد نتيجة واحده مفيده كل طبيب له طريقة وأستشارة مختلفه ،ولم أجد فحص طبي دقيق لديهم بل البعض وبكل ثقه قال أنه لاتوجد فائده من العمليه
وهذا ماجعلني أشيد بالدكتور عبدالعزيز مبارك الشريف ،حين بدأ بالكشف واستغرق ساعتين عندها أظهر نتائج أحتفظ بها ولكن مبشّرة بأن والدتي الحبيبة سوف ترى ومبشّرة ايضاً بأن هناك طبيب أمين في عمله ويحق لي ان أقول طبيب مجتهد في عمله ودكتور ماهر في تخصصه
لم تنتهي قصة الأبداع في هذا المستشفى فقد تم تحويل الملف الى قسم عيادات الليزر وهناك وجدت في الانتظار مراجعين كلّما قلبّتٌ نظري أجد لوحة من العناية والأمانة والتواضع من الكادر الطبي أو من كادر التمريض أو الإستقبال
وجدت سعوديات بكل أمانه نرفع لُهن العقال ونقف لُهن احتراماً حين جعلّن كل مراجع يجلس كأنهٌ في موقع ينتمي له أو كأنّه في منزله .. رأيت الممرضة السعودية كانت تذهب للمريض في مكان الأنتظار وتضع نقاط من قطرة الاختبار في عينيه وكانّ المراجع والدها أو أخيها
الشُكر لوزارة الصحة والشُكر لمدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة ومدير مستشفى العيون والشُكر للكوادر الطبية والتمريض والإداريين الذين يعملون لخدمة الوطن والمواطن والمقيم من خلال الصرح الطبي مستشفى العيون بمحافظة جدة
وأخيراً ماكتبته لم يغطي جميع مارأيت ولكن كنت صادق في ماكتبت
د.عمر بن عبدالله الجهني
رئيس شركة كوادر