صحيفة اليوم8الثامن السعودية 

لقد فوجئت بصدور اكثر من تقرير يصدر من عدة منظمات ، و من ضمنها منظمة الامم المتحدة التي تؤكد ان اكثر الدول على مستوى العالم سُجلت فيها حالات تحرش جنسي . هي الدول الاكثر حرباً مثل افغانستان و تليها في القائمة مصر . رغم انها بلدان اسلامية .
وهناك ايضا دراسة صدرت في صحفية الرياض تفيد بأن هناك مابين 4 حالات حالة تحرش ، و هذا فقط للأطفال . و صدرت هذه الدراسة في 2014 . و رغم ان هذا الرقم صادم و كتب انه واقعي إلا ان هناك مؤسسه تدعى كفى بي كانت شبه مؤكدة للدراسة التي نشرت .
إلا انني و من واقع عملي و ممارسة مهنتي في اروقة القضاء ، اجد ان هناك مبالغة في هذا الرقم .
اولاً يجب ان نوضح ماهية التحرش . التحرش هي الفاظ و حركات و إشارات تدعو إلى الرذيلة . و التحرش ينقسم إلى ثمانية أنواع . التحرش بالأطفال وهذا النوع عليه تكتم وسرية كبيرة وقد يصعب إثباته فهناك قضايا وصلت إلى القضاء، وصرف النظر عنها لاختلاف الأقوال او للتردد وقت المواجهة من قبل الطفل او خشية أهل الطفل من ان يضعون ابنهم في موقف تحقيق وإعادة تمثيل الجريمة، وتكرار الكشف الطبي .
وهناك نوع من التحرش بالنساء وهذا أيضا ينقسم إلى قسمين هناك التحرش بالنساء من خارج العائلة وهو التعرض للمرأة بالأماكن العامة والتجمعات السكنية وأماكن الاختلاط او العمل التي تجمع الجنسين ، ولكن أيضا هذا النوع قسم منه عليه تكتم وسريه من قبل العائلة وهو التحرش بالمحارم وأسبابه خشية الفضيحة او قد تغير الحقيقة من سمعت هذه العائلة أمام باقي العوائل القريبة منها ، و التحرش بالفتيات اللاتي لم يسبق لهن الزواج وهن ما تحت عمر الثامنة عشر وهذا القسم قد يتعرض للتحرش من قبل فئات الأقارب من الرجال او من قبل الخدم او السائقين وهذا الشائع وهذا النوع يكشف مباشره بادراك الفتاه بالخطأ الذي وضع عليها وإدراكها له ، و التحرش بين الفئات العمرية التي لم تصل لسن المراهقة من الأولاد او البنات وهم يتعرضون بالتحرش بطرق إجباريا وهذه الفئة تقدر 49% من عدد السكان الذين يتعرضون للتحرش الجنسي وأخيرا هناك التحرش الذي قد تجاهله الكثير وتجاهلته كثير من الدراسات وهو التحرش الذي يدخل ضمن الجرائم المعلوماتية والشبكة ألعنكبوتيه ، ويعتبر التحرش الرقمي الذي تحول إلى وباء وتعدد أشكاله بدايةُ من الاحتيال والعرض وتقديم الطلب ،بشكل غير مرغوب فيه والتحكم عن بعد بطرق تبدأ بالبرامج الالكترونية وتنتهي باكتمال جريمة التحرش وإيقاع الفريسة ، سواء من النساء او من سن الرابعة عشر وما فوق او التحرش بالفئة العمرية للأولاد الذي يكون السن العمري فيها من اثنا عشر وما فوق ورغم ان 30% يتجاهلون التحرش عن طريق شبة الانترنت، الا ان 70 % من النساء يقعن فريسة التحرش وينتهي بهم الوضع إلى التهديد والابتزاز ، و هناك اكتر من 60% يجهلون ذلك .وهناك %20 الذين يتوجه إلى الشرطة لتقديم دعوات تحرش الكترونيا سوا بالألفاظ المسيئة او بإرسال مواد مخلة بالآداب العامة او صور فاضحه او أفلام خليعة .
ولا يخفى ان نظام مكافحه الجرائم الالكترونية الذي بدا يتقبله كثير من العامة كثقافة قانونيه ، وتعرفه لمواد القانون والعقوبات بدا كثير من الناس اللاتي تعرضن بتحصين الأمان الخاصة لحساباتهم الخصوصية وذلك بعد التجارب اليمة وهنا بعد ان طبقت بعض الأحكام على بعض مشاهير السوشيل ميديا أصبح اللوم يقع على عاتق المنصات الاجتماعية مثل توتير فيسبوك وبعض البرامج الأخرى ، في السماح من وقوع هذا النوع من الجرائم ومن باب العلم بالشيء أعلن موقع توتير عن إضافة تحديثات جديدة من اجل التصدي لسوء المعاملة في جرائم التهديد والتحرش عبر ألشبكه العنكبوتيه وفي الوقت نفسه أعلن فيسبوك أداة جديدة في الولايات المتحدة تهدف إلى منع حالات الانتحار ومن المنتظر تعميم هذه الخاصية .
وفي نفس الوقت حذر الأطباء علم النفس من الأضرار السلبية التي تحدث عن طريق الانترنت حيث أشارت الدراسة ان أكثر من 22% يصابون بخطر الاكتئاب بعد تعرضهم للتحرش الالكتروني وقد لاحظنا في يوم المرأة العالمي عن ظاهرت التحرش الرقمي التي أجرتها ” نورتون” والتي خلاصتها ان النساء هن أكثر عرضه بوجه عام بين أنواع التحرش الجنسي الالكتروني الذين يقعن من ضعف التهديدات بالقتل والعنف الجنسي .
ولو أتينا إلى تصنيف بعض الباحثين في دراساتهم أنهم وضعوا ان من أسباب ومقاييس للتحرش، فمنهم من وضع المرأة التي تتعرض للتحرش هي تلك المرأة التي تكون تقدم بعض مفاتن جسدها في لبسها ونوع وطريقة سيرها وهذا ليس مقياسا صحيحا بل ان 30% من تعرض للتحرش نساء متحجبات ولا يظهرن الزينة ومنهن من جعل السن مقياس للتحرش بالمرأة ، وأيضا هذا ليس مقياسا فهناك من النساء اللواتي بلغن سن اليأس وتعرضن للتحرش ومنهم من قال ان المقياس يعود إلى ضعف الأمن في الشارع ، وارى أيضا ان هذا ليس مقياس لان هناك بلدان تضرب بمطرقة من حديد ووقع التحرش في الأماكن العامة ، اذا المقياس الذي قد يقبل في بعض الدراسات ان التحرش حاله مرضية نفسية فسيولوجية لا تعتمد على وطن ولا على جنس بل تعتمد على فكر منحرف وضمير يفتقد اقل الندم وقلب لا يعمره إيمان او وازع ديني.
لذلك عندما نرجع إلى الدراسة الميدانية الحديثة التي أجرتها وكاله الأنباء العالمية “رويترز” وذكرت ان السعودية تحتل المركز الثالث من بين 24 دولة في قضايا التحرش الجنسي في مواقع العمل، وأوضحت الدراسة التي أجريت على 12 ألف موظفة من دول المسح أن 16% من النساء العاملات في السعودية تعرضن للتحرش الجنسي من قِبل المسئولين في العمل. وأظهرت الدراسة أن نسبة التحرش في السعودية أعلى بكثير من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والسويد وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وأستراليا وإسبانيا وبقية الدول الأوروبية، للأسف ان في هذه الدراسة إجحاف عظيم ولا اعتقد بأنها صحيحة ، ولو قالوا ان الدراسة كانت في الشارع العام والأماكن المختلطة لربما كانت اقرب للتصديق .
ولكن قد يكون لهذه الدراسة مقاصد أخرى لا نريد ان نتطرق لها ورغم ذلك نحن لا نبرا أنفسنا كمجتمع مسلم من التحرش بل ان القران ذكر ذلك التحرش في قصة لوط عندما قال لقومه وهم يتحرشون بضيوفه والذي عرض عليهم بترك التحرش الذي ينتهي بالجريمة البشعة إلى ان يعدل أفكارهم إلى الفطرة ولكن كما قلنا هو فكر منحرف وقلب خالي من الإيمان .
علما رغم ان هناك نظام الحماية من الإيذاء الذي حفظ حقوق الطفل والمرأة والأسرة من البيت والشارع والمجتمع وهذا النظام الذي أقرته وزارة الشؤون الاجتماعية الا أننا كقانونين نطالب بإصدار نظام يضع عقوبات رادعه للتحرش الجنسي وتثقيف المجتمع بهذا القانون ولو كان لا يحوي الا 10 مواد تكفي لان تردع هؤلاء المرضى فكريا وتحمي الطفل والمرأة والمجتمع من هذا الفئة ، ويدمج هذا النظام مع نظام مكافحه الجرائم المعلوماتية وهذا ما سوف يدعم نظام الحماية من الإيذاء وما زلنا ننتظر رغم ان جهات الضبط وهيئة التحقيق والادعاء العام والمحكم الشرعية لم تتوقف مكتوفة الأيدي بل أنهم يقفون بكل شجاعة مع من يبلغ او يقدم دعوى تحرش سواء من قبل الطفل او من قبل الأنواع والأقسام التي ذكرت لذلك لا نقول بان الأبواب مغلقه ولا يوجد عقوبة رادعه ولكن نريد نظام أوسع مقنن يقر يعرف بخطوات هذه الجريمة ويكيف وقائعها على القانون لتثبت العقوبة دون أدنى شك .