اختتمت مؤسّسة الفكر العربيّ فعاليات مؤتمرها “فكر 15” في أبوظبي، الذي انعقد تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، وبالشراكة مع الأمانة العامّة لجامعة الدول العربيّة، تحت عنوان: “التكامل العربيّ: مجلس التعاون ودولة الإمارات العربيّة المتّحدة”، وذلك لمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لإنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة، والذكرى الخامسة والأربعين لقيام دولة الإمارات العربيّة المتّحدة.
عقدت جلسة ختامية حضرها صاحب السموّ الملكيّ الأمير خالد الفيصل، والرئيس اللبنانيّ الأسبق أمين الجميّل، وممثّلون عن منظّمات وهيئات ثقافيّة وفكريّة واقتصاديّة ونخبة من المفكّرين وكبار الإعلاميين، وتضمّنت عرضاً لنتائج تحليل الاستبيان الذي وزّع في الجلسة التفاعليّة حول الإعلام والبحث والعلميّ، وقدّم محمد أبو شقرا عرضاً مفصّلاً مصحوباً بالشرح والرسومات البيانيّة لأهمّ العناصر والموضوعات التي أجمعت عليها الأسئلة التي خرجت بها الجلسة التفاعليّة، وتمّ تسليمها إلى اللّجنة المختصّة بتحليل وصفيّ للبيانات.
وختم المؤتمر صاحب السموّ الملكيّ الأمير خالد الفيصل بكلمة قال فيها إنّ التقرير السنويّ الذي تصدره المؤسّسة خصصّ هذا العام للحديث عن تجربة مجلس التعاون الخليجيّ العربيّ، ودولة الإمارات العربيّة المتّحدة، لأنّنا نقدّم هاتين التجربتين هذه السنة كأنموذج للتكامل العربيّ، الذي خصّصنا له الوقت والجهد منذ أن انطلقت الفكرة من مؤتمر “فكر” في الصخيرات قبل عامين، مروراً بالقاهرة العام الماضي، وانتهاءً بهذا المؤتمر في أبوظبي.
وقال سموّه: “أنا سعيد جداً بأنّ الفكرة التي انطلقت قبل سنتين تبنّتها الدول العربيّة وتبنّتها القيادات العربيّة أيضاً، وتردّدت كثيراً في أروقة الحكومات، وفي جامعة الدول العربية وفي مجلس التعاون الخليجيّ، وآخرها مؤتمر القمّة الخليجيّة قبل أيام في البحرين، عندما أكّد نهج التكامل العربيّ لدول الخليج، مشيراً إلى أنّ هذه المسألة يجب أن نقف عندها طويلاً نظراً لأنها غير مسبوقة وغير معهودة في قضيّة التنمية والتطوير في الوطن العربيّ”.
وأوضح سموّه أنّنا سمعنا كثيراً عن أراء وأفكار تطرح هنا وهناك، لكنها كانت تأخذ عشرات السنين أو ربما مئة عام حتّى نرى لها تأثيراً مباشراً على أرض الواقع، مضيفاً: “عندما أقمنا هذه المؤسّسة كنّا على الطريق الصحيح، وحين طرحت إنشاء مؤسّسة تحت شعار المبادرة التضامنيّة بين الفكر والمال للنهوض بالأمّة قبل 16 عاماً، تشكّك منها الكثيرون وتراجع عنها أكثر من الكثير، بل وقد تمّ تحذيري من أن أطرح الفكرة من الأساس، لكن -ولله الحمد- نجحت هذه الفكرة بجهود أفراد المجتمع العربيّ المستنير، فكانت الدعوة صريحة، والاستجابة سريعة”.
وقال سموّه عندما سألني البعض في ذلك الوقت لماذا هذه المؤسّسة ولماذا تعنى بالثقافة، أجبت أن الأصل من وجود هذه المؤسّسة هو تجسير الفجوة بين المفكّر والمثقّف من جهة، والمسؤول والسياسيّ من جهة أخرى، موضحاً أن الاستجابات السريعة على هذه الأفكار التي تنطلق من اجتماعات ومن آراء وأفكار أهل الفكر والثقافة، هي علامة فارقة في التغيير الذي يحدث في هذا الجزء من العالم، ولنا الشرف جميعاً أنّنا جزءٌ من هذا العالم وأنّنا نسعى لتطويره.
وعبّر صاحب السموّ عن سعادته البالغة واعتزازه بالمجموعات التي تبنّت بسرعة كلمة ألقيت في بداية هذا المؤتمر وهي طرح فكر جديد لنهج جديد، ولم أكن أتصوّر أنها ستكون محوراً لنقاشات هذا المؤتمر بالذات، وأن يخرج منها تقرير على هذا المستوى من الإدراك والوعي، ونحن سوف نسعى لإيصال هذه التقارير إلى أصحاب القرار في الحكومات العربيّة وفي المؤسّسات الثقافيّة والاجتماعية في جميع أنحاء الوطن العربيّ، وسنستمر في دراسة هذا الموضوع خلال العام المقبل.