تزيّن جناح وزارة الخارجية في المهرجان الوطني للتراث والثقافة بـ”جنادرية 31″ بقصص النشأة، ومراحل التطور، ومحطات الإنجازات، وتحولت جنبات المعرض الذي يقع في الناحية الجنوبية إلى تاريخ ناصع من الوثائق والمعاهدات والزيارات والأختام التي وثقت صفحات العلاقات العريقة.
وخلف “مجلس السفير” الذي يتصدر الجناح تقع “باترينه” تنبعث منها روائع التاريخ حيث جوازات السفر الدبلوماسية التي تضم الملوك والمواطنين، من بينهم السفير حافظ وهبة، كأول جواز دبلوماسي في عهد الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه.
وولد حافظ وهبة في الحي المصري الفقير “بولاق” في عام 1307هـ 15 يوليو 1889م، ونشأ في أسرة متوسطة الحال محافظة دينياً، ودخل “الكُتَّاب” وعمره ستة أعوام، فتعلم الكتابة والحساب والقرآن، وأتم حفظه وعمره 11 عاماً، ثم أدخله والده الأزهر، وانتقل إلى مدرسة القضاء الشرعي، وأخذ العلم على كثير من المشايخ منهم: الشيخ محمد عبده، وعلي حسين البولاقي، ومحمد بخيت، ومحمد حسنين مخلوف والد مفتي الديار المصرية حسنين مخلوف، والشيخ الخضري.
وعمل في الكويت معلماً في المدرسة المباركية، ومن الكويت انتقل إلى الرياض حيث عمل مع الملك عبدالعزيز مستشاراً سياسياً في ديوانه، ثم سفيراً للمملكة في بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية.
وحافظ وهبة، رجل خدم الدولة السعودية في بدايات تأسيسها بعد حضوره، إثر دعوة تلقاها من الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وكان حافظاً للعهد وأمانة المسؤولية التي ألقيت على عاتقه من الحكومة السعودية الوليدة في أيام لم يكن العمل المؤسسي سهلاً على واضعيه.
كما ساعد على تطوير نظام تعليمي للدولة الناشئة، وألف كتابين يستند إليهما الكثير من الباحثين لأخذ معلومات تاريخية متعددة عن تلك المرحلة، ففي هذين الكتابين وثق رحلات الملك عبدالعزيز، وحياة العظماء من أبناء القبائل في الجزيرة العربية، وصمم العلم السعودي بشكله الحالي.
وعند إنشاء وزارة الخارجية السعودية عام 1930م، وتعيين الملك فيصل كأول وزير لها، بدأت المفوضية السعودية في لندن 1930م، وتولاها حافظ وهبة وزيراً مفوضاً في البداية، ثم صار عام 1948م سفيراً لها لمدة 30 عاماً، طيلة بقية عهد الملك عبدالعزيز، كما عين وزيراً مفوضاً في هولندا 1350هـ.
وتوفي الشيخ حافظ وهبة في مدينة روما الإيطالية سنة 1387هـ الموافق 1967م عن عمر يناهز 80 عاماً بعد حياة سياسية وعلمية حافلة