وقبل نحو عشرة أيام، وتحديدًا يوم الخميس الموافق (26 يناير 2017)، عاش الشابّ علي البقمي، لحظات شديدة الصعوبة، أشبه ما تكون بمشهد سينمائي يحبس الأنفاس، بعدما تم إيقاف تنفيذ القصاص بحقّه في اللحظات الأخيرة بساحة العزيزية.

فقد استيقظ علي البقمي، في ساعة مبكرة استعدادًا لتنفيذ القصاص بحقه، وبعدما حضر إلى ساحة العزيزية كافة الجهات المعنية، وبدأ كل منهم يتخذ الإجراءات المعتادة، وقبل أن يتوجهوا لاقتياد البقمي من محبسه بسجن الطائف لتنفيذ القصاص بساعة واحدة فقط، وصلت توجيهات بتأجيل التنفيذ.

وقبلها كان قد تم تأجيل تنفيذ حكم القصاص في البقمي، قبل نحو شهر ونصف الشهر تقريبًا، عندما وجّه خادم الحرمين الشريفين بتأجيل التنفيذ، استجابة لطلب والد الشابّ، وذلك لمنح لجان الصلح والمشايخ والأعيان فرصة لإقناع أهل الدم للتنازل.

وبعدما نجحت تلك المساعي في تأجيل التنفيذ قبل شهر، نجحت كذلك في تأجيله للمرة الثانية، وسط فرحة من أهل الشاب على أمل أن يأتي العفو عنه.

وقبل ساعات من تنفيذ الحكم؛ دشّن مواطنون ونشطاء على موقع “تويتر”، أمس السبت (4 فبراير 2017)، هشتاقًا حمل اسم #موعد_قصاص_علي_الجنيبي_غدا، أعربوا فيه عن تطلعهم لنجاح مساعي الصلح، إلا أن المحاولات باءت بالفشل في نهاية المطاف، ليتم الإعلان رسميًّا عن تنفيذ حكم القتل قصاصًا على المواطن البقمي.

وأصدرت وزارة الداخلية بيانًا بشأن تنفيذ الحكم، في ما يلي نصه:

قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى) الآية.

وقال تعالى: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).

أقدم علي بن جازي بن عايض البقمي (سعودي الجنسية)، على قتل تركي بن سالم بن سعد البقمي (سعودي الجنسية)؛ وذلك بطعنه بسكين؛ ما أدى إلى وفاته، إثر خلاف بينهما.

وبفضل من الله، تمكّنت سلطات الأمن من القبض على الجاني المذكور وأسفر التحقيق معه عن توجيه الاتهام إليه بارتكاب جريمته وبإحالته إلى المحكمة الجزائية صدر بحقه صكٌّ شرعي يقضي بثبوت ما نُسب إليه والحكم عليه بالقتل قصاصًا. وأيد الحكم من محكمة الاستئناف ومن المحكمة العليا، وصدر أمر ملكي بإنفاذ ما تقرر شرعًا، وأيد من مرجعه بحق الجاني المذكور.

وتم تنفيذ حكم القتل قصاصًا بالجاني علي بن جازي بن عايض البقمي (سعودي الجنسية) اليوم الأحد 8/5/1438هـ في محافظة الطائف بمنطقة مكة المكرمة.

ووزارة الداخلية إذ تُعلن عن ذلك، لتؤكد للجميع حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- على استتباب الأمن وتحقيق العدل، وتنفيذ أحكام الله في كل من يتعدى على الآمنين ويسفك دماءهم، وتحذّر -في الوقت ذاته- كل من تسول له نفسه الإقدام على مثل ذلك، بأن العقاب الشرعي سيكون مصيره.. والله الهادي إلى سواء السبيل.