اشْتَكَى زُمَيْل فِي مِهْنَةِ الْمُحاماةِ أَنَّه اِحْتَضَن مُتَدَرِّب فِيِ مَكْتَبِهِ ودربه أَفْضَل تَدْرِيب وَكَان كَرِيمٌ مَعَه فَتْرَة ثَلَاث أَعْوَام ، فَلَم يَبْخَلْ عَلَيْهِ مِنْ الْإِكْرَامِ فِي قَبُولِ قَضَايَا بِدُون مُقَابِل لِأَقَارِبِه وَهَدَايَا ثَمِينَة تُعَادِل رَاتِبٌ الْمُوَظَّف الشهري ، وَبَعْدَ أَنْ أَكْرَمَه وفضّله عَلَى غَيْرِهِ جَعلَ في يَدِه سٌلَّطَة الْقَبُول وَالتَّسْجِيل وَكُلّ مايحفظ لَه حُقُوقِه، تَخْرج وَقَدمَ عَلَى رُخْصَةٌ الْمُحاماة وَتَقَدَّم هذا المتدرب لزميل الْمِهْنَة يُرِيد إبْرَام عَقْد كمحامي مُمارِس ، وفعلاً أَبْرَم عَقْد وَشَرَطَ أَنْ يَكُونَ الرَّاتِب يَتَجَاوَز 4500 وَأَنْ يَكُونَ الْعَقْدُ سَنَوِياً وَقَدِّمْ لَهُ رَاتِبٌ مُجْزِئٌ يَحْصُلَ عَلَيْهِ كُلُّ مُوَظَّف حُكُومِيٌّ عَلَى المرتيه السَّادِسَة ، وَإضَافَة نَسَبَة خمسة وعشرون بالمائة مِنْ كُلِّ قَضِيَّةٍ تَدْخُل الْمَكْتَب عَنْ طَرِيقِهِ ، وَنَسَبَة اثنين ونصف بالمائة لِكُلّ قَضِيَّة تَدْخُل الْمَكْتَب ، وَنَصّ الْعَقْدِ عَلَى أَنَّ يَكُونَ التَّجْدِيد تِلْقائِيٌّ وَبِنَفْس المميزات والراتب . . يَقُولَ صَاحِبُ الْمَكْتَب وَهُو يَتَحَسَّر وَمُصَاب بخيبة أَمَل من المتدرب؛ اعْتَبَرْته أَكْثَرَ مِنْ أبْنَيْ حَتَّى عِنْدَمَا حَصَلَ عَلَى رُخْصَةٌ الْمُحاماة جَهَّزَت لَه مَكْتَب بِكُلّ وَسَائِلُ الاتِّصَالِ وَعَلَى اخْتِيَارِه وبذوق جَمِيل فَقَط كَي يُشْعِرُ أَنَّهُ محام ، وَيَقُول عَلِمْته قُيادة السَّيَّارَة وَبَعْدَ أَنْ تَمَكَّنَ مِنْ القِيادَة قُمْت بِعَمَل حَفْلَةً بِمُناسَبَةِ حُصُولُهُ عَلَى رُخْصَةٌ الْمُحاماة
يسترسل زميل المهنة ويقول.. أَمْلِك سَيّارَة وعرضتها لِلْبَيْع وَحَضَر الْمُشْتَرِي بِمَبْلَغ 21000 أَلْف رِيَال كَلَّفْته بِكِتَابِه الْعَقْد وَعَلِمْت أَنَّهُ يُرِيدُهَا لِنَفْسِهِ وَدُون عِلْمِه أَبْطَلْت الْبَيْعَ وَبَعْدَ أَنْ حصل عَلَى رُخْصَةٌ القِيادَة قدِّمَت السَّيَّارَة لَهُ هَدِيَّةً لِأَنَّه يَشْتَكِي مِنْ المواصلات، وَتَمّ نَقَلَهَا بِاسْمِه،وهنا يذكر أن المتدرب اتَّصَل يُخْبِرَه أَنَّ نَقَلَ مِلْكِيَّةِ السَّيَّارَة يَجِبُ أَنْ يضَعَ مَبْلَغ فِي حِسَابِ إدَارَة الْمُرُورِ عَلَى الْقَلِيلِ خَمْسة آلَاف رِيَال . . يَقُولُ عَلَى الْفَوْرِ حوِّلَت لَهُ الْمَبْلَغُ وَتَمّ إيدَاعِه وَتَمّ نَقَل السَّيَّارَة بِاسْمِه وَبَعْد نَقَل السَّيَّارَة اتَّصَل عَلَيه يقول أَنَّ عَقَدَهُ يَنْتَهِي بَعْدَ شَهْرَيْنِ وَلَن يَسْتَمِرّ في المكتب حَتَّى يُتِمَّ زِيَادَة رَاتِبَة وبالشروط الَّتِي يُرِيد وَيُتِمّ تَغْيِير بَعْض مَنْ بُنُود الْعَقْدِ وَإِنْ يَسْتَقْبِلَ عملاء ولايريد نَسَبَه وَشُرُوط غَرِيبَةٌ . . يَقُولَ صَاحِبُ الْمَكْتَب رَغِم إغْلَاق الْمَكْتَب كَانَ يَسْتَلِمُ رَاتِبَة كَامِل وذُهلت حَيْثُ تَمَّ هَذَا النّقّاشُ فِي وَقْتِ الْجَائِحَة وفيروس كرونا والمكتب مُغْلَقٌ وَالْوَقْت غَيْرُ مُنَاسِبٍ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ 80% مِنْ الْقَضَايَا مَجّانِيَّة أَو بمبالغ رَمْزِيَّة وَلَكِنْ كَانَ عَلِيٌّ أَنْ أَقُولَ إنْ الْعَقْدَ وَاضِحٌ قَال . . وَمَا كَانَ مِنْهُ إلَّا أَنْ قَالَ اذاً لَن اسْتَمَرَّ فِي الْمَكْتَبِ
هُنَا رَأَيْت فِي عُيُونِ صَدِيقِي الْمَذْهُول أَنَّه مَصْدُوم فِي شَخْصٍ وَابْن وَصَدِيق وَقَرِيبٌ ومتدرب كَان يَبْحَثُ عَنْ فِرْصَة تَدْرِيب فَقَطْ وَقَدَّمَ لَهُ الْكَثِيرُ . .
هُنَا ذَكَرْت لِصَاحِبِي نِظَام مَكْتَب الْعَمَل وَاَلَّذِي يُجْبِرُهُ عَلَى الْعَمَلِ أَوْ يَدْفَعُ مَا صُرف عَلَيْه . . وقلت له أَنْت إنْسَانٌ ناجِح وَرَجُلٌ قَانُونُ مَنْ الطِّرَازِ الْأَوَّلِ وَذَكَرْت لَهُ نَصَّ النِّظَامُ أَنَّ عَلَى المتدرب أَنْ يَعْمَلَ مَعَ الْجِهَةِ الَّتِي قَامَتْ بتدريبه فَتْرَة زمنية تُعَادِل فَتْرَةُ التَّدْريبِ أَوْ يُتِمُّ دَفَعَ جَمِيعَ الْمُبَالَغ الَّتِي صُرفت لَه اثْنَا تَدْرِيبِه . . قَالَ لِي لاتعجب فَأَنَا ادُرب الطلبة نِظَام الْعَمَلُ
وَقَالَ وَهُوَ يَتَحَسَّر لَم أَغْضَب عَلَى تَرْكِهِ الْعَمَلِ بَلْ أَغْضَب إنَّنِي عَلِمْته عَلَى الْأَمَانَةِ وَالِاحْتِسَاب عَلِمْته أَن مِهْنَةَ الْمُحاماةِ هِي مِهْنَة الصَّالِحِين وَالْأَسَاس فِيهَا الإحتساب . . لِذَلِك سَوْف احْتَسَب وَسَوْف يَذْكُرُنِي إذَا عَاشَرَ غَيْرِي
وَهُنَا تَذَكَّرْت قَصِيدَة تِلْكَ الْمَرْأَةِ الَّتِي رَبَت جِرْوُ كَلْبٍ وَعَاش بَيْن غَنِمَهَا وَبَعْدَ أَنْ اشْتَدَّ وَكَبَّر أَتَت لتجده قَتَل وَأَكْل الشَّاةُ الَّتِي شَرِبَ مِنْ حليبها
فَقَالَتْ فِي ذَلِكَ
بَقَرَت شويهتي وَفَجَعْت قَوْمِي
وَأَنْتَ لِشَاتِنَا ابْنٌ رَبِيبُ
غُذِيت بِدَرِّهَا وَنَشَأَت مَعَهَا
فَمَنْ أَنْبَاكَ أَنَّ أَبَاك ذِيبُ
إذَا كَانَ الطِّبَاعُ طِبَاعَ سُوءٍ
فَلَا أَدَبَ يُفِيدُ وَلَا أَدِيبٌ . .
وَترنمت لصَدِيقِي الْمَجْرُوح أَهْوَنُ عَلَيْهِ بِأَبْيَات فِي صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ
وَمَن يَصْنَعُ الْمَعْرُوفَ مَعَ غَيْرِ أَهْلِهِ
يُلَاقِي كَمَا لَاقَى مُجِيرُ أُمِّ عَامِرٍ
وَمَا أَعْجَبَنِي وَزَاد حِبِّي لِهَذَا الْمَقَامِ الْإِنْسَانِيّ الَّذِي يَمْلِكُهُ صَدِيقِي وزميل الْمِهْنَة أَنَّهُ قَالَ وَاَللّهِ لَوْ أَرَادَ هَذَا الْجَاحِد مُسَاعَدَة مِنِّي لَن أَتَرَدَّدُ فِي مُسَاعَدَتِهِ لِأَنَّنِي سَوْف أَفْرَح إذَا نَجَح فِي مَهْنَته
وَلِسَانٌ الْحَالِ يَقُولُ هُنَاك رِجَالٌ يَمْلِكُون أَخْلَاقٌ وَصِفَاتٌ وَتَرْبِيَة يَعْجِز اللِّسَانِ عَلَى أَنَّ نُثْنِي عَلَيْهِم . . وَهُنَا وَبِكُلّ احْتِرَام رِسَالَة لِلْوَطَن هُنَاك محامين يَحْمِلُون شَرَف الْمِهْنَة بِصِفَاتِهِم الَّتِي مَنْحُهُم اللَّهُ إِيَّاهَا